القائمة الرئيسية

الصفحات

السلوك الجماعي في المنظمات

السلوك الجماعي في المنظمات

إن العنصر الأساسي في أي منظمة هي أفرادها فهم أساسها و موردها الأنفس ,و بالتأكيد فإن تجمع الأفراد في منطمة واحدة ينافي منطقياً العمل الفردي لكل فرد من أفرادها على حدى بل هو تقاسم للأداور و تكامل معرفي و وظيفي كلما اكتمل و ارتقى أدى إلى تحقيق أهداف المنظمة بفاعلية و كفاءة عاليتين بأفضل الطرق و أقل الوقت و أقل التكاليف , إذاً فالمنظمات تقوم على العمل الجماعي المنظم والمنسق و الموجه جيد.
فالمنظمة هي عبارة عن جماعة ينضم إليها أي فرد كما ينضم لغيرها من الجماعات كالأصدقاء و الأقارب و غيرها من الجماعات التي ليست محل موضوعنا .
و ضمن المنظمة الواحدة قد يتواجد أكثر من جماعة غير الجماعة الرسمية التي تشكل المنظمة ككل
و للكلام عن السلوك الجماعي في  المنظمات لا بد أولاً أن نحدد ما هي الجماعة :

اصطلاحاً الجماعة: هي مجموعة تتكون من فردين أو أكثر توجد بينهم علاقات سيكولوجية واضحة تؤدي الى حدوث تفاعل اجتماعي متبادل عن طريق الأدوار الاجتماعية المختلفة التي تحددها المعايير والقيم المشتركة، لتحقيق أهداف الجماعة وإشباعاً لرغبات أفرادها.

من خلال التعريف السابق يمكننا أن نستخرج عدد جيد من المفاهيم نؤكد عليها في الجماعات
أولاً : أن العلاقات بين أفراد الجماعة هي علاقات إنسانية أي تشوبها العاطفة و الحاجات الإنسانية و ليس فقط المصلحة دوماً.
أيضاً هناك تفاعل إجتماعي متبادل عن طريق أدوار اجتماعية مختلفة فلكل فرد دور محدد في الجماعة ينفع به غيره و ينتفع به من غيره
أيضاً التفاعل الاجتماعي يحدده معاير و قيم مشتركة , فهناك قيم تسود الجماعات و تحدد سلوكهم وفقاً لهذه القيم, كما أنه هناك اتجاهات تحدد سلوكهم.

أنواع الجماعات :

تنقسم الجماعات حسب تكوينها إلى نوعين :

أ‌-        جماعات رسمية:

    هي التي تنشأ بمجرد وجود المنظمة, أساسها الهيكل التنظيمي الذي يحدد الرئيس و المرؤوس , و يحدد وظيفة و دور كل فرد من أفراد المنظمة و العلاقة بين أفراد المنظمة :

 -  جماعات غير رسمية :

   هي جماعات تنشأ تلقائياً و تهتم بالدوافع و الاعتبارات الخاصة  بالأفراد التي لا تراعيها الجماعات الرسمية بل تنشأ هذه الجماعات تلبية لحاجات الأفراد .

أسباب تكوين الجماعات:

تتكون الجماعة داخل المنظمة استجابة لأمور عدة, وإن هذا التكوين قد يتأثر بالأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفسيولوجية وحتى التكنولوجية, أو قد يتأثر بالجوانب الرسمية للعلاقات القائمة بين الأفراد. وعلى القيادة الإدارية في المنظمة أن تدرس هذه الأسباب من الناحية السلوكية بقصد العمل على تطوير فاعلية هذه الجماعة أو تلك وحتى تعمل في الوقت نفسه على تحقيق غايات الفرد ونشر المعرفة المناسبة للجماعة التي ينتمي إليها باتجاه تحقيق وبلورة سلوك جماعي مناسب. وفيما يلي بعض المداخل التي تفسر أسباب تكوين الجماعات في المنظمة:

1- المدخل المكاني: يعتقد أصحاب هذا المدخل أن شعور الفرد بالانتماء والانضمام إلى الجماعة يتبلور فيه بحكم قربه المكاني من بقية الأفراد (القرب والجوار) وبالتالي العلاقة التي تحكم . يتأثر انتمائه بالواقع المكاني والجسدي للفرد.

- المنهج الفكري: ينطلق أصحاب هذا النهج من افتراض أن انجذاب الفرد للفرد الآخر يعتمد على الاتجاهات والآراء والأفكار المشتركة التي يحملها كل منهم تجاهها.
الأهداف وطرق تحقيقها.

- المنهج الاقتصادي: يعتمد أصحاب هذا الإدخال على المقارنة بين العوائد التي يحققها الفرد من وجود المجموعة والعبء أو التكلفة التي يتحملها نتيجة انتمائه للمجموعة.

- البوابة التفاعلية: أما بالنسبة لأصحاب هذا المدخل ، فيشيرون إلى أن الأفراد يمارسون أنشطتهم ويكملون العمل بناءً على ثلاثة عناصر أساسية: الأنشطة والأحداث ، والمشاعر والمشاعر ، والتفاعل والاحتكاك. تتفاعل هذه العناصر الثلاثة مع بعضها البعض بشكل مباشر بحيث ينتج عن هذا التفاعل تكوين المجموعة ويجعلها تلتقي مع بعضها البعض وتحقق التوافق والانسجام فيما بينها ، وتتضاءل صورة التوتر والتباعد.

أيضًا ، الانضمام إلى مجموعة هو تلبية حاجة موجودة داخل الأفراد. الإنسان هو كائن اجتماعي يميل إلى تكوين مجموعات والانضمام إليهم لإشباع حاجته الاجتماعية و خاصة تلك التي ذكرت في هرم ماسلو 'الحاجة إلى الإنتماء و التقدير'.


محددات السلوك الجماعي.


لسلوك المجموعة محددات تؤثر عليها وتتحكم فيها ، وتنقسم هذه المحددات إلى محددات خارجية ومحددات داخلية ، والتي سنفصل بينها فيما يلي:

 المحددات الخارجية:

المجموعة نظام مفتوح ، وهي جزء من بيئة اجتماعية أكبر ونظام يؤثر على سلوكها من خلال بعض العوامل ، وهي:

أ- الإستراتيجية العامة للمنظمة:

الإستراتيجية التي تتبناها المنظمة تجاه قوة المجموعات وتأثيرها والموارد الموضوعة تحت تصرفها تؤثر عليها وقد تحد من سلوكها ، حيث أن نقص الموارد الموضوعة تحت تصرف المجموعة قد يسبب القلق والصراع بين أعضائها.



ب- التعليمات والأنظمة والسياسات المعتمدة من قبل الإدارة:

• توافر الموارد اللازمة للعمل.
• عملية اختيار وانتقاء الموظفين.
• نظم التقييم والتحفيز المعمول بها.
الثقافة التنظيمية السائدة.
• ظروف العمل المادية.
• أساليب القيادة والاتصال المستخدمة.
• حجم المجموعات.
• درجة التماسك بين الأعضاء.
العوامل المذكورة أعلاه تؤثر على أنشطة وتفاعلات الأفراد وبالتالي تؤدي إلى تكوين مواقف بين الأفراد أنفسهم, قد تكون سلبية أو إيجابية ، وهذا يرجع إلى العوامل المفروضة من البيئة التي يعملون فيها.

المحددات الداخلية:

في هذا الصدد ، نعتبر المجموعة كنظام مغلق يتأثر بعوامل داخلية خاصة بالأفراد أنفسهم خلال هذه المحددات:
أ- القدرات الفردية للاعضاء.
ب- الخصائص الشخصية.



إيجابيات مجموعات العمل:


1. يتيح للعمال فرصة الألفة والتعارف ، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى التعاون والمساعدة.
2. يكتفي الأفراد ببعض احتياجاتهم النفسية ، مثل احترام الذات وتقدير الآخرين وتأكيد الذات.
3. توفر فرص المنافسة لأعضائها مما يؤدي أحياناً إلى الأداء العالي.
4. يساعد في تقليل عبء العمل وحل المشكلات التي يتعرض لها الموظف أثناء أدائه.
5. يعتبر مجالا لتبادل المعلومات المتعلقة بالعمل والموضوعات غير العمل.


العوامل المؤثرة في سلوك المجموعة:


1. أهداف الأفراد ومدى اتفاقهم أو تعارضهم مع أهداف العمل.
2. القيم والمبادئ الموجودة بين الأفراد ، ودرجة انسجامها مع قيم ومبادئ المنظمة.
3. طبيعة العمل الذي يؤديه الأفراد ومدى توافقه مع تفضيلاتهم وقدراتهم.
4. الوسائل التكنولوجية المستخدمة في المصنف ودرجة حداثة أو تقادمها.
5. التدريب الفني والإنساني الذي يتلقاه الفرد.
6. الأساليب التي يستخدمها الرؤساء والمشرفون في التعامل مع المرؤوسين.
7. سياسات المنظمة.
8. الخدمات التي تقدمها الإدارة أو المنظمة للأفراد.
9. انضباط اللوائح والإجراءات الخاصة بتنفيذها.


الفريق والمجموعة:

الفريق: مجموعة من الأفراد يشاركون في أداء عمل موحد ، ويتحمل كل منهم مسؤوليات معينة ومهام جزئية في هذا العمل ، ويكون لأعضاء الفريق تعاطف وانتماء يساعدهم على تسهيل الأداء والرضا عن هذا العمل ، ويعني الفريق أن هناك نوعًا من التفاعل والتداخل بين الأعضاء اعتمادًا على طبيعة المهمة الموكلة إليه لأدائها ، وكذلك قدرة كل عضو في الفريق على إنجازها ، ومجموعة من الأفراد. لا يمكن أن يعمل كفريق إلا بعد التعارف بين أعضائه ، ويتم تحديد أدوار كل عضو في نطاق عمل الفريق وفي اتجاه تحقيق الهدف.

الفرق بين المجموعة والفريق:


مجموعة العمل: مجموعة تشكل لغرض إداري حيث يعمل الجميع بشكل مستقل وفي بعض الأحيان يتداخل الأداء.
أيضًا في مجموعة العمل ، يتحكم المدير أو المسؤول في المجموعة وينظم الاجتماعات.
  والأهداف والإجراءات تحددها المنظمة.
  يركز على أداء الفرد.
  يتم اتخاذ القرارات بناءً على رأي المدير أو المسؤول.

العمل الجماعي: يدرك أعضاء الفريق اعتماد عمل كل منهم على عمل باقي أعضاء الفريق. يعتقد كل منهم أن الدعم المتبادل والتعاون بين الأعضاء هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف الشخصية وأهداف الفريق.
 يسهل القائد العمل الجماعي ، ويدرب الأعضاء ويوجه الأداء ، لكن الاجتماعات مليئة بالتفاعل والمناقشات المجانية.
يتم تحديد الأهداف وطريقة تحقيقها من قبل أعضاء الفريق.
يركز على أداء الفريق.
يتم اتخاذ القرارات بناءً على رأي الفريق ككل.
- ما يميز فريق العمل عن المجموعة هو أهمية امتلاك المهارات المتكاملة للفريق ، كونه مكلف بأداء متكامل.

الفريق بالتأكيد هو نوع من أنواع جماعات العمل و ما التفريق هذا إلا لإظهار أسباب تشكيل الفرق و مهامها و طريقة عملها .

إن أي منظمة تقوم بشكل أساسي على العمل الجماعي و جماعات العمل فمجرد وجودها يعني وجود جماعة , والهدف الأساسي للتنظيم الذي هو أحد الوظائف الأساسية للإدارة هو تنظيم و تنسيق العمل بين الأفراد المكونين للجماعة و وضع أسسها و هيكلها و تحديد أدوارهم و هذا ما يرفع من كفاءة و فعالية الإدارة .


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع