مرونة الطلب | مرونة الطلب السعرية واستراتيجية التسعير, مرونات أخرى للطلب.
سنشرح في هذا المقال مرونة الطلب السعرية وعلاقتها باختيار أنسب استراتيجية تسعير لتحقيق أكبر عائد كلي , كما سنتناول في هذه المقال من سلسلة مقالات العرض والطلب في الاقتصاد شرح مرونات أخرى للطلب.
هذا وقد تحدثنا في مقالاتنا السابقة من سلسلة العرض والطلب في الاقتصاد عن عدة مواضيع يمكنكم الذهاب إليها بضغطكم على العناوين التالية :
المقال الأول : العرض والطلب في الاقتصاد | نظرية العرض والطلب ,منحنى العرض والطلب, العوامل المؤثرة على الطلب .
المقال الثالث : العرض والطلب في الاقتصاد | التحولات في منحنيات العرض والطلب , أمثلة عملية
المقال الرابع : مرونة الطلب السعرية | طريقة الحساب , أمثلة على مرونة الطلب السعرية, محددات مرونة الطلب السعرية.
المقال الرابع : مرونة الطلب السعرية | طريقة الحساب , أمثلة على مرونة الطلب السعرية, محددات مرونة الطلب السعرية.
مرونة الطلب السعرية و استراتيجية التسعير.
تحدثنا في مقالنا السابق عن مرونة الطلب السعرية وطريقة حسابها كما ذكرنا أمثلة عليها, وقلنا أن مرونة الطلب السعرية تقيس مقدار استجابة الكمية المطلوبة من منتج ما للتغير في السعر.
بمعنى آخر مرونة الطلب السعرية لسلعة ما تقيس قدرة المستهلكين على ترك منتج ما عند ارتفاع سعره, وهذا يفيدنا كثيراً لمعرفة كيفية التسعير.
ذكرنا سابقاً أنه إذا كانت نسبة تخفيض الناس لطلبهم من منتج ما أعلى من نسبة ارتفاع سعره فإن الطلب هنا مرن.
أما إذا كانت نسبة تخفيض الناس لطلبهم من منتج ما أقل من نسبة ارتفاع سعره فإن الطلب هنا غير مرن.
وهاتان القاعدتان هما ما يحددان استراتيجية التسعير الأنسب, كما سنرى.
الطلب المرن واستراتيجية التسعير.
قلنا في مقالنا السابق عن مرونة الطلب السعرية أن الطلب يكون مرناً عندما تكون نسبة استجابة التغير في الكمية المطلوبة عند تغير السعر أكبر من نسبة تغير السعر.
أي أن المنتج الذي يكون الطلب عليه مرناً يكون أثر رفع السعر أن يترك الناس شراء ذلك المنتج بنسبة أكبر من التغير في السعر.
سنضرب مثالاً ونوضح ذلك بيانياً أيضاً :
إن الربح يتحقق بازدياد العائد الكلي , والعائد الكلي = السعر * الكمية المباعة .
وإذا كان الطلب مرناً فإن رفع السعر بشكل بسيط سيؤدي إلى انخفاض الكمية بشكل أكبر وذلك سيؤثر على العائد الكلي ويقوم بتخفيضه.
في المثال التالي في حال رفعنا السعر لمنتج ذو طلب مرن إذا كان السعر 4 دولار و قمنا برفعه إلى 5 دولار, بالتحديد البياني في الشكل رقم 1 نرى أن رفع السعر دولار واحد أدى إلى خفض الكمية المطلوبة 20 قطعة , لتصبح 30 قطعة بعد أن كانت 50 قطعة.
العائد الكلي للسعر الأول = 4*50 = 200
العائد الكلي للسعر الثاني = 5*30 = 150
وبالتالي فإن رفع السعر ليس من صالح الشركة. بينما تخفيض السعر سيكون من صالحها بالتأكيد , لذلك إن كنت مستشاراً اقتصادياً لهذه الشركة وعرضوا عليك رفع السعر يجب عليك أن ترفض بالتأكيد وتوصي بخفض السعر إذا كان ذلك ممكناً.
في الشكل رقم 1 المستطيلات تمثل العائد الكلي , المستطيل السكري أو البيج هو العائد المشترك للسعرين, المستطيل الأزرق هو بالإضافة إلى المستطيل السكري هو العائد الذي يضاف في حال سعر ال4 دولاروهو أكبر من المستطيل الأحمر الذي يضاف في في حال كان السعر 5 دولار.
الطلب غير المرن واستراتيجية التسعير.
كما قلنا سابقاً فإن المرونة السعرية للطلب تقيس مقدار استجابة الكمية المطلوبة للتغير في السعر.
وقلنا عندما يكون الطلب غير مرناً سعرياً فإن نسبة الاستجابة في الكمية المطلوبة للسعر تكون أقل من نسبة تغير السعر, أي أنه من الصعب على الناس ترك المنتج الغير مرن سعرياً حتى وإن ارتفع سعره.
سنضرب مثالاً و نوضح ذلك بيانياً:
كما قلنا فإن الربح يتحقق عندما يرتفع العائد الكلي .
العائد الكلي = الكمية *السعر
إن ارتفاع السعر يؤدي إلى انخفاض الكمية المطلوبة بنسبة أقل من نسبة تغير السعر, وبالتالي فإن رفع السعر سيزيد من العائد الكلي وفق المعادلة السابقة.
لنتأكد من ذلك لدينا في الشكل2 منحنى لطلب غير مرن ,سنقوم برفع السعر من 4$ إلى 5 $.
وفقاً للمنحنى فإن رفع السعر أدى إلى انخفاض الكمية من 34 قطعة إلى 30 قطعة , ووفق معادلة العائد الكلي السابقة نجد:
العائد الكلي عند السعر الأول: = 4*34 =136
العائد الكلي عند السعر الثاني = 5*30= 150
أي أن العائد الكلي عند رفع السعر كان أكبر, لذلك عندما يكون الطلب غير مرن فمن المجدي رفع السعر , ومن غير المجدي خفض السعر, لأن السعر الأعلى يساوي عائد كلي أعلى.
انظر إلى الشكل 2 و لاحظ كيف أن المستطيل الأزرق لذي يمثل العائد الكلي المضاف بعد رفع السعر أكبر من المستطيل الأحمر الذي يمثل العائد الكلي الذي استغنينا عنه بسبب انخفاض الكمية.
الشكل 2 |
استراتيجية التسعير والطلب متكاقئ المرونة:
الآن إذا كان الطلب متكافئ المرونة السعرية أي أن نسبة استجابة التغير في الكمية المطلوبة للسعر تساوي نسبة التغير في السعر.
أي أن العائد الكلي سيبقى واحداً و لن يتغير سواء قمنا برفع السعر أو تخفيضه .
اختبر نفسك و انظر كيف أن في الطلب متكافئ المرونة السعرية يكون خفض السعر أو رفعه لا يؤثر على العائد الكلي, كما هو موضح في الشكل 3
الشكل 3 |
مرونات أخرى للطلب :
بالإضافة لمرونة الطلب السعرية يستخدم الاقتصاديون مرونات أخرى لوصف سلوك المشترين في السوق.
مرونة الطلب الدخلية:
تقيس مرونة الطلب الدخلية استجابة الكمية المطلوبة لتغيرات دخل المستهلك, وتحسب بتقسيم التغير النسبي للكمية المطلوبة على التغير النسبي في الدخل, أي أنه :
مرونة الطلب الدخلية= التغير النسبي للكمية المطلوبة / التغير النسبي للدخل
و قد ناقشنا في مقالنا الذي تحدثنا فيه عن العوامل المؤثرة على الطلب أنواع السلع وتأثير الدخل عليها وأن هناك نوعين من المنتجات, منتجات عادية, ومنتجات رديئة,وضربنا أمثلة على كل منهما, ويمكنك العودة وقراءة الموضوع بالضغط هنا وتكلمنا كيف أن ارتفاع الدخل يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع العادية وانخفاضه على السلع الرديئة.
وبما أن الدخل والطلب على المنتجات العادية يسيران في اتجاه واحد فإن مرونة الطلب الدخلية للسلع العادة تكون موجبة .
أما بالنسبة للطلب على السلع الرديئة والدخل فيسيران باتجاهين متعاكسين لذلك المرونة الدخلية للسلع الرديئة تكون سالبة.
حتى بين السلع العادية فإن مرونة الطلب الدخلية تتغير بدرجة كبيرة .
بالنسبة للضروريات مثل الغذاء والملابس تميل لأن تكون ذات مرونة دخلية منخفضة على العكس من الكماليات كالمجوهرات , لأن المستهلكين يشعرون بأنهم قادرين على الاستغناء عنها.
مرونة الطلب السعرية التقاطعية :
تقيس مرونة الطلب السعرية التقاطعية استجابة التغير في الكمية المطلوبة لمنتج ما عندما يتغير سعر منتج آخر.
و تحسب بتقسيم التغير النسبي للكمية في سلعة ما على التغير النسبي لسعر سلعة أخرى, أي أنه :
مرونة الطلب السعرية التقاطعية = التغير النسبي من الكمية المطلوبة من السلعة (أ) /التغير النسبي في سعر السلعة (ب).
و كما شرحنا في مقال سابق لنا من سلسلة مقالات العرض والطلب في الاقتصاد عن السلع المكملة و البديلة, وضربنا أمثلة على ذلك, و يمكنكم الرجوع إليه بالضغط هنا وقد ذكرنا كيف أن السلع البديلة عندما يرتفع سعر أحدها يزيد الطلب على السلعة الأخرة وبالتالي تكون مرونة الطلب السعرية التقاطعية موجبة هنا.
فالشاي و القهوة سلعتان بديلتان وارتفاع سعر الشاي مثلاً يحفز الناس لشراء القهوة بدلاً من الشاي أي أن سعر الشاي والكمية المطلوبة من القهوة يسيران في اتجاه واحد, وبالتالي تكون مرونة الطلب السعرية التقاطيعة موجبة.
على عكس السلع المكملة , فمرونة الطلب السعرية التقاطعية للسلع المكملة تكون سالبة, لأن ارتفاع سعر السلعة المكملة يؤدي إلى انخفاض الكمية المطلوبة من السلعة.
و يمكنكم متابعة قراءة المقال التالي من سلسلة العرض والطلب في الاقتصاد المقال السادس بالضغط على عنوانه:
المقال السادس : مرونة العرض السعرية | منحنيات مرونة العرض السعرية, محدداتها.
ولقد ذكرنا عدة مواضيع في مقالاتنا السابقة من سلسلة العرض والطلب في الاقتصاد يمكنكم الرجوع إليها بالضغط على العناوين التالية :
المقال الأول : العرض والطلب في الاقتصاد | نظرية العرض والطلب ,منحنى العرض والطلب, العوامل المؤثرة على الطلب .
وسنتكلم في مقالات لاحقة عن مرونة العرض , وعن تأثير السياسات الحكومية على العرض والطلب فكونو معنا وتابعونا على صفحتنا على الفيسبوك بالضغط هنا ليصلكم كل جديد.
وشكراً لإتمامكم القراءة ونتمنى منكم ترك أثركم وملاحظاتكم في التعليقات.
تعليقات
إرسال تعليق