القائمة الرئيسية

الصفحات

البطالة | أنواعها , و العوامل المؤثرة على انخفاض و ارتفاع معدل البطالة.

البطالة | أنواعها , و العوامل المؤثرة على انخفاض و ارتفاع معدل البطالة.

البطالة أنواعها و العوامل المؤثرة على ارتفاع و انخفاض معدل البطالة :

البطالة مشكلة اجتماعية و اقتصادية على حد سواء , فلها آثارها السيئة على اقتصاد البلاد لعدم الاستغلال الكامل للمورد البشري, و كذلك لها الآثار الاجتماعية المدمرة كارتفاع نسبة الجريمة و السرقة . فما هي البطالة و ما هي العوامل المؤثرة على انخفاض و ارتفاع معدل البطالة في بلد ما ؟. و هل يوجد نسبة طبيعية لمعدل البطالة ؟

مفهوم البطالة :

البطالة تعبِّر عن سوء استغلال المورد البشري لوجود من لديه طاقات لتقديمها لزيادة الإنتاجية و لكن هذه الطاقات مهملة غير مستخدمة , و لكن هل كل من يعيش في بلد ما ولا يعمل يدخل في معدل البطالة؟

الجواب ببساطة لا. فهناك من لا يستطيع العمل و هو خارج قوة العمل , فالأطفال الذين هم تحت سن ال16 لا نعتبرهم ضمن قوة العمل , فليس مطلوباً منهم العمل , وإنما التعلم والتدرب و اكتمال النمو ليدخلوا ضمن قوة العمل.

كما أن هناك من هو غير مشارك بالعمل لعدم وجود الرغبة أو القدرة على العمل إما لعدم الحاجة أو لأسباب أخرى , فهو أيضاً لا يدخل ضمن قوة العمل .
فقوة العمل ضمن بلد ما هم الأشخاص العاملين والعاطلين عن العمل , أي الناس الذين يعملون إضافة لمن يبحثون عن عمل في الوقت الحالي.

باختصار يمكن تعريف البطالة بأنها : نسبة العاطلين عن العمل و هم قادرون على العمل و راغبون به و يبحثون عنه و لكن دون جدوى. و لذلك ضمن عمليات الاستبيان و الإحصاء يتم سؤال العينة هل أنت تعمل ؟ , فإن كان جوابه لا , يردف له سؤال آخر هل بحثت عن العمل في الأسابيع الأربعة الماضية, فإن كان جوابه نعم صنف ضمن العاطلين عن العمل.

قياس نسبة البطالة و المشاركة:

تقاس نسبة البطالة بالقانون التالي : عدد العاطلين / قوة العمل * 100.

بينما تقاس نسبة المشاركة بالقانون التالي: قوة العمل(أي العاملين و العاطلين) /السكان فوق سن ال 16 * 100 : و هي تدل على معدل النشاط الاقتصادي للسكان.


مشاكل تؤدي لمعدل بطالة غير حقيقي :

بعض الحالات الفنية أو الإدارية أو الاختيارات الفردية تؤدي لزيادة غير فعلية في معدل البطالة , أو نقص غير فعلي في معدل البطالة.

حالات تؤدي لزيادة غير فعلية في معدل البطالة :

ربما ضمن العينة المقاسة قد يتواجد من وجدوا عملاً و بدوام كامل و لكن بسبب اختياراتهم الفردية رفضوا العمل , ربما بسبب عدم توافق الراتب مع توقعاتهم , أو مكان العمل البعيد عن مكان الإقامة, أو غيرها من الاختيارات الفردية التي منعت صاحبها من الالتحاق بالعمل, و لكنه رغم ذلك صنف ضمن العاطلين عن العمل رغم توفر فرصة له.

حالات تؤدي لنقص غير فعلي في معدل البطالة :

هناك فئات تسمى فئات محبطة و هم يقسمون لثلاثة أقسام:

1. عمال لا يبحثون عن العمل و ذلك لاعتقادهم أنه في ظل ظروف سوق العمل الحالية لا فرصة لهم في إيجاد عمل و عم لا يؤخذون فعلياً ضمن العاطلين عن العمل لعدم توفر شرط بحثهم عن العمل رغم رغبتهم بالعمل ,و لكن إحباطهم منعهم من البحث عن العمل.

2. العمال المحبطون هم جزء من مجموعة أكبر تسمى العمال المرتبطين هامشياً , وهؤلاء الناس يقولون أنهم كانوا يرغبون في العمل و بحثوا عنه في الماضي القريب و لكنهم الأن لا يبحثون عن عمل , وهم أيضاً لا يدخلون ضمن معدل البطالة.

3. و هم العاملون الذين يعملون بدوام جزئي مع رغبتهم بالعمل بدوام كامل, ولكن عدم توفر عمل بدوام كامل أجبرهم على القبول بالعمل الجزئي و هم أيضاً يهملهم معدل البطالة .


ولا بد أن نعلم أن معدل البطالة لا يقسم بين الفئات الاجتماعية بالتساوي فالشباب اليافعين عدد العاطلين عن العمل ضمنهم أكبر ممن هم في سن الثلاثين أو الأربعين مثلاً ,و أصحاب الشهادات و الخبرات أكثر قدرة على تحصيل العمل من غيرهم.


النمو و البطالة :

نعلم أنه في في الدورة الاقتصادية أن فترة الركود و هي توالي ربعين متتالين من النمو السلبي تترافق غالباً مع البطالة , بينما الازدهار أو النمو الإيجابي يترافق مع انخفاض لمعدل البطالة , و ربما نفصل لاحقاً بمدونتنا نقاط مقالاً نتكلم به عن الدورة الاقتصادية .


لذلك نجد أن العلاج الأول للبطالة هو النمو الاقتصادي , فهناك علاقة عكسية بين البطالة و النمو الاقتصادي, و ذلك لأن النمو الاقتصادي ينتج عن استغلال الموارد بصورة أفضل و من أهم الموارد هو المورد البشري , بينما البطالة تنشأ من ضعب استغلال المورد البشري .


و لكن العلاقة بينهما ليست علاقة خطية , فالنمو بمعدل 1 % لا يخفض معدل البطالة بمقدار 1% بل ربما أحيانا يستمر معدل البطالة بالارتفاع رغم النمو , فيوجد عتبة معينة يجب أن يتجاوزها النمو ليبدأ معدل البطالة بالانخفاض,

ففي فترتي الركود (1990-1991) و (|2001) في كلا الحالتين استمر معدل البطالة بالارتفاع بعد أكثر من سنة من انتهاء الركود رسمياً, و التفسير أنه رغم أن الاقتصاد كان ينمو إلا أنه ليس بالسرعة التي يخفض بها معدل البطالة .


ومن أبرز العوامل التي تحكم هذه العلاقة مدى اعتماد القطاعات الاقتصادية على العمالة، فكلما كانت عمليات الإنتاج معتمدة بشكل كبير على العمالة ، ازدادت قوة هذه العلاقة وزادت من مرونة معدل البطالة للتغير في معدل النمو، أما إذا كانت القطاعات الإنتاجية تعتمد على الأتمتة بشكل كبير فإن درجة واتجاه هذه العلاقة يدخل في دائرة الشك.

فللنمو اتجاهين اثنين أحدهمامرتبط بزيادة انتاجية العمل و هذا عادة لا يوفر فرص عمل إضافية بشكل كبير بسبب اعتماده على ارتفاع الأداء الإنتاجي لدى العمال الموجودين أصلاً , والاتجاه الآخر متعلق بخلق فرص عمل إضافية تؤدي إلى تخفبض في نسبة البطالة.


و أيضاً كثير من الاقتصاديين يصنفون معدل البطالة ضمن المؤشرات اللاحقة وليس الآنية، أي أن التغير في هذا المؤشر قد يحدث بعد فترة زمنية من التغير في معدل النمو.


البطالة الطبيعية :

هل يعقل وجود البطالة رغم وجود منظمات و شركات تبحث عمن يشغل شواغرها الوظيفية؟ أم أن النمو السريع يقضي على البطالة لتصبح بنسبة صفرية؟

هناك نسبة طبيعية للبطالة لا تدل على وجود خلل اقتصادي أو ضعف باستغلال المورد البشري و إنما هية بطالة صحية اقتصادياً تتراوح بين 2.4% و 4% تؤدي في كثير من الأحيان من إيجاد الرجل المناسب للمكان المناسب فكيف ذلك؟

أقسام البطالة :

القسم الأول من البطالة  هي البطالة الدورية و المتعلقة بالدورة الاقتصادية و قد تكلمنا عنها تحت عنوان النمو والبطالة .

أما القسمان الآخران من البطالة فهما من أقسام البطالة الطبيعية و هما البطالة الاحتكاكية و البطالة الهيكلية.

البطالة الاحتكاكية : 

و هي تنتج عن ترك العمال لوظائفهم السابقة و بحثهم عن وظائف جديدة تناسب اختياراتهم الفردية كالراتب و مكان العمل و الرضى عن العمل غيرها من العوامل , و أيضاً بسبب وجود قوى جديدة في سوق العمل من خريجين أو شباب يافعين بدأو للتو بالبحث عن فرص العمل .

و ربما تنخفض هذه النسبة من البطالة بتوفير أدوات مناسبة لتسهيل الجمع بين فرص العمل و الباحثين عنها المناسبين لها,سواء عن طريق المؤسسات العمالية و الحكومية أو عن طريق وسائل الاتصال الحديثة و المواقع الالكترونية التي تقوم بعرض الشواغر الوظيفية للعمال الباحثين عنها , ولهذا أثر جيد بالاقتصاد حيث يوضع كل شخص في مكانه المناسب الذي يستطيع أن يكون فيه أكثر انتاجية.

البطالة الهيكلية :

و هي تنتج عن تطور في سوق العمل و احتياج مهارات لم تكن موجودة و الاستغناء عن مهارات لم تعد لازمة كالاستغناء عن من يعملون على الآلة الكاتبة في الدوائر الحكومية بسبب التطور التكنلوجي و هذه تنشأ من عدم مواكبة تطور العمل و التدريب 

و قد تنتج عن وجود عمالة زائدة في منطقة جغرافية معينة تتجاوز فرص العمل في تلك المنطقة , أو وجود فائض في خريجي الآداب مع وجود نقص في غيرها من الاختصاصات التي تحتاجها سوق العمل .

السبب الأساسي للبطالة الهيكلية هو وجود عدد من العمال الباححثين عن عمل يتجاوز عدد فرص العمل المتوفرة في سوق عمل محددة 

و هذا يؤدي إلى كون معدل الأجور لسبب ما بشكل مستمر أعلى من معدل الأجر التوازني , وهناك عدة أسباب يمكن أن تجعل معدل الأجر أعلى من المعدل التوازني لكن العوامل الأكثر أهمية هي الحد الأدنى من الأجور و اتحادات العمال , والأجور الكفء , والآثار الجانبية للسياسات الحكومية.


و نضرب مثالاً لتوضيح الفكرة أكثر و جمع الأفكار السابقة :
ربما يؤدي التغير التكنلوجي إلى ارتفاع الطلب على العمالة الماهرة الذين لديهم معرفة بالتكنلوجيا و تخفض الطلب على العمالة غير الماهرة , تتنبأ النظرية الاقتصادية بأن أجور العمالة الماهرة يجب أن ترتفع و تنخفض أجور العمال غير الماهرين , و لكن إن لم تستطع أجور العمالة غير الماهرة أن تهبط , لنقل بسبب الحد الأدنى من الأجور , تكون النتيجة ارتفاع البطالة الهيكلية .


يمكن تخفيض نسبة البطالة الهيكلية بتغيير السياسات الحكومية كتخفيض الحد الأدنى من الأجور , أو ربما ضعف نقابات العمال أحياناً يؤدي لتخفيض نسبة البطالة الهيكلية, و أيضاً من خلال التدريب المستمر للعمال الذي يساهم برفد العامل بالمهارات اللازمة لسوق العمل.



تابعنا في صفحة نقاط ليصلك مقالات اقتصادية مشابهة و متعلقة بموضوع اليوم
كما يمكنك متابعة المقالات السابقة الفرق بين الاقتصاد الكلي و الاقتصاد الجزئي

المصادر:

كتاب مبادئ الاقتصاد الكلي /جامعة ماردين /د.مسلم عبد طالاس


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع